الحسم هو الحزم.../ إكس إكرك (سيدي محمد)

2025-05-05 12:16:22

الأجواء السائدة الآن تذكر بالأجواء بداية الثمانينيات حين تغول خطاب حركة "افلام" فأصبح يصف موريتانيا بدولة البظان العنصرية ودولة الأبرتايد، ويصف الزنجي بالمضهد والمظلوم، تصاعد الخطاب مع وصول العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع، فكان يداريهم ويتألفهم،  وأذكر أنه في زيارة له في كيهيدي بداية حكمه، كان يرد على مزاعم نخبهم ويفندها،  فذات زيارة قال إن من أعظم أمراء هذه البلاد الأمير عبد الرحمن ولد اسويد أحمد، وأنه رجل أسود، فالأمر لايتعلق باللون بقدر ما يتعلق اليوم بالدولة والمواطنة والحقوق.

لم يزد خطاب الملاطفة عتاة "افلام" إلا غلوا في الخطاب وتصميما على المضي في المشروع الانفصالي.

حين تم إحباط محاولة انقلاب 1987، فوجئ ولد الطايع بأن أحد الزعماء الثلاثة  قادة الانقلاب، وهم: صار آمادو ، با صيدي ، سي صيدو، كان أحد أقرب أصدقائه إليه، بل كانت صداقتهم على مستوى العائلات -ومعاوية لم يكن منفتحا  حينها اجتماعيا على البظان- لقد كانت زوجتاهما صديقتين وكان أبناء صيدو ينادون ولد الطايع بالأب، والعكس.

حين وصل الحكم بإعدام الثلاثة من المحكمة، طلب ولد الطايع أن يبدأوا بصيدو، ذلك الصديق اللدود!

تظن الأجيال من مواليد الثمانيات والتسعينيات و جيل زد (Generation Z) أن ملف حركة "افلام" كان بسيطا وتلخصه في ملف إرث إنساني.

كلا.. 

الملف أكبر لقد  كلف البلاد والعباد الكثير والكثير، لقد قضى تحريض "افلام" على جالية كبيرة من الموريتانيين (البظان) كانت تملك ثروة طائلة في السنغال تقدر بمليارات الدولارات (تجارة وعقارات وتنمية)، قتل منهم من قتل طعنا أو حرقا أو سحلا، ونهبت أموالهم ورجع منهم من رجع إلى البلاد خالي الوفاض، راضيا من الغنيمة بالإياب، وإلى اليوم لاتزال أموالهم ضائعة ودماؤهم مطلولة مع أن القاعدة الشرعية تقول إنه: (لا يُطلُّ دمٌ في الإسلام).

الملف كلف البلاد كذلك ابتزازا دائما من الغرب والدوائر الماسونية والصهيونية، لقد وضع اسم البلاد على قائمة الدول التي تضطهد رعاياها السود وتمارس العبودية عليهم.

كان تقرير الكونغرس الأمريكي كل سنة يضع البلاد على رأس الدول التي تمارس العبودية والعنصرية، مهددا بعقوبات شاملة بعد وضع عقوبات تمثلت في قطع مساعدات ومنح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)‏ 

وتعليق التعاون الأمني والعسكري.

 وقد وجهت دوائر صنع القرار ومن ورائها لوبي الضغط رسالة واضحة لابتزاز  ولد الطايع مفادها أن ثمن رفع اسم البلاد من القائمة السوداء وإعادة المنح والمساعدات والتعاون هو أمر واحد: "التطبيع"

وبدأت البلاد بفعل ذلك الضغط والابتزاز مسارها المشؤوم مع التطبيع، حيث جرى أول اتصال رسمي بين وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد لكحل ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في 18 يونيو 1995 في مدريد برعاية وزير الخارجية الإسباني خافيير سولانا.

بعد تلك الخطوات خفف الكونغرس لهجته فبدل العبودية استخدم مصطلح (العمل دون تعويض)، وبعدها اختفت الإدانة ونزع اسم البلاد من القائمة السوداء عادت المساعدات.

وبعد طرد الرئيس عزيز  للكيان، بدأت ذات الدوائر توجه الدعوات لبيرام كي يعيد ذات الأسطوانة القديمة المشروخة، وبعده خالي جلو و...  

كان ذلك ما أوصلتنا إليه حملات افلام قديما، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

مايميز غزواني حسب بعض العارفين به أنه ظل رغم الضغوط رافضا للتطبيع حين استمرأه البعض قبل السابع من أكتوبر. وذلك يحسب له.

لكن عليه أن ينتهج سياسة صارمة لوأد فتنة "افلام" حتى لا يضطر لدفع ثمن جديد لسنا مستعدين لدفعه لا من أنفسنا ولا أموالنا ولا من ثوابتنا.

كامل الحسم

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122