هل من غضب لله، ثم للوطن - يا أحفاد المرابطين - على ما جرى لأولى القبلتين؟/ إشيب ولد أباتي

2023-04-07 23:27:35

اليوم، وقبل الغد، تتطلع  أجيال  الأمة العربية، والاسلامية شاخصة العيون، وشاهدة  - أكثر من ذلك - على هذا الإجرام الصهيوني في أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين من تحدي الكيان الغاصب  لفلسطين، وهو يخرج المصلين ، والمصليات، أثناء الصلاة، والاعتكاف في هذا الشهر المبارك الذي يهان فيه المقدسيون، والفلسطينيون من أبناء "أكناف بيت المقدس" المجاهدين ،كما في الحديث النبوي..

وأمام هذه المشاهد المفجرة لمكنونات الوعي، والعاطفة، والاعتقاد، يجب أن نتساءل، ماذا بقي لنا  عربا، ومسلمين حين تهتك حرمات الله بتجريد المقدسيات من أثوابهن،  وتصور لنا "لكي"، بل لحرق  وعينا، وهي فوق ذلك  من أكبر المحرمات  في"مسجد الأقصى" الذي نزل اسمه في كتابه،،؟!

 أليس لهذا الشهر من قدسية  في قلب، ووعي كل عربي، و مسلم ..؟!

إن مقياس العروبة، والاعتقاد بالإسلام أمام هذا التحدي، هو في مدى الرفض، والتعبير عن مستوى الوعي الذي يجسده وعي المواطن العربي، والسلم عموما فيإدراكه لحقيقة،  أنه مستهدف -  أينما كان - بإهانة  أمه، وأخته، وشعائر دينه، حين يتم الاعتداء على المقدسيات من أمهاتنا، وأخواتنا في ثالث الحرمين الشريفين، كما أنه ذات المستوى من الإهانة التي توجه لكل  مسلم من المليار ونصف، جراء هذا السلوك الصلف..

يا أبناء العقيدة الواحدة التي،  يهدم ركن من أركانها، أين أنتم؟ وما دوركم في هذه الامة؟

إنه سؤال،  يجب أن يطرحه كل واحد منا على نفسه، وهو يشاهد  بأم عينيه على وسائل الإعلام الصهوينة، وقطعانها الهمج،  يشرعون لهدم  المسجد الأقصى، ليذبحوا فيه، أضاحيهم في أعيادهم الأساطيرية،  ويدنسونه بأفعالهم الإجرامية ، قبل  أن يهدموه، ويبنوا على أنقاضه هيكلهم المزعوم..

فمن من العرب، والمسلمين بعدئذ ، سيذهب إلى المسجد الأقصى ليصلي فيه لينال أجر خمس مائة صلاة خارجه؟

والسؤال الأهم، هو:

هل نحن في موريتانيا العربية، والإفريقية، والإسلامية، وذات المجد  التليد  التاريخي،،، أحفاد المرابطين، أو أحفاد الغزاة البرتغاليين، والفرنسيين على التوالي؟ وهل لنا تراث من قيم الوعي،  وقوة الاعتقاد لأجدادنا من الفاتحين من الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين من أمثال  عبد الله بن عمر، وأبي بكر اللمتوني، وعبد الله بن ياسين، ويوسف بن تاشفين، وابنه القائد العظيم علي بن تاشفين؟

إذا كنا كذلك، فلنجسد الوعي، وواجبات  العقيدة للمجاهدة في الله حق جهاده بالتجاوب مع أبناء الأمة العربية من المناضلين، والمواجهين للعدو في فلسطين بصدورهم العارية، و بواجب الدفاع عن فلسطين، كل فلسطين، والدفاع عن مقدسات الأمة..

 إن قوة إرادة الوعي، وصلابة عزيمة الاعتقاد، هما السلاح الذي يواجه به شباب الأمة، مجرمو الخوذات الصهيونية  بالمرابطة في الأقصى.. فمن يؤازر  المصلين، وصفوف الشباب في أحياء القدس، للدفاع عن المعتكفين،  والمعتكفات؟

وكيف تكون  المساندة؟

تكون المساندة بالخروج من المساجد، و المصليات كل ليلة في تظاهرت حاشدة  من أجل القدس، وحماية المصلين في القدس..

وتكون المؤازرة  بالكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتنديد، والتحريض، ومواجهة الفلول الآثمة  التي كانت تروج للسلام في إفريقيا، وعقدت مؤتمرها في عاصمة المرابطين، انواكشوط، وقد فضحها الاجرام الصهيوني الذي لا يبحث عن السلام، وإنما يبحث  عن الأتباع، أصحاب الأطماع المادية، والخدم، والحشم من مروجي " الإبراهيمية" من أشباه  المتدينين،  اتباع " الحاخامات"، و"قساوسة" الفاتيكان الذين وضعوا  أيديهم في أيدي هؤلاء من النصارى المغضوب عليهم، و اليهود الضالين بنص صريح في "أم الكتاب"..!

وتكون المساندة بالأمسيات الليلية الرمضانية بعد كل إفطار، وإحياء ليال رمضان الباقية بالتبرعات النقدية، والعينية، وإرسالها لأهل فلسطين  عبر الهلال الأحمر الموريتاني، ليسلمها للهلال  الاحمر الفلسطيني في القدس عبر الصليب الأحمر الدولي،،، ولا تسلم لسفارة فلسطين التابعة لجماعة " أوسلو" في رام الله ، حين تحولت إلى مساند للاحتلال الصهيوني...!

وتكون المساندة باسترجاع الوعي الوطني، والقومي للحراك السياسي، وتبني قواه الحية لقضية الأمة في فلسطين، وإحياء مواقيد الوعي القومي في كل بيت، وحارة، وحي.. وذلك لاسترجاع الوعي القومي الذي افتقدته الأجيال  في مجتمعنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت انواكشوط، تتطلع إلى أن تقوم بدورها  الطليعي في التوعية، كعواصمنا العربية في الريادة، بيروت، وبغداد، ودمشق،، والقاهرة، وطرابلس. والخرطوم، وصنعاء، والجزائر..

وتكون المساندة في تهديد مصالح الغرب في بلادنا، وخاصة فرنسا المجرمة التي ساندت الحكومة الصهيونية المتطرفة، واستدعت وزير المالية الصهيوني الذي أعلن في باريس، أن ليس للعرب وجود اجتماعي، أو تاريخي في فلسطين، وأظهر خريطة للصهاينة تضم فلسطين والأردن، نافيا أي واقع  لهذا الوجود الحضاري...!

لأن فرنسا متصهينة النظام السياسي في عهد "ماكرون"، وهو اكبر مساند للصهاينة، ويعتبر رئيسا، صهيونيا،  وعميلا تابعا للمؤسسات المالية للصهيونية  العالمية..

فهل بلغت، اللهم، فاشهد؟

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122