كتاب وفتوى وشخصية.../ عز الدين ولد كراي ولد أحمد يوره
قبل ما يزيد على الشهر قليلاً، زُرتُ شركة الكُتب الإسلامية في مقرها الجديد بالعاصمة نواكشوط، حيث التقيت عند بابها بالدكتور والأستاذ والباحث الشهير : محمد المختار بن السعد، كان هذا أول لقاء مباشر مع هذه الشخصية الثقافية البارزة بعد عدة لقاءات غير مباشرة تمت من خلال مطالعة مجموعة من أعماله الرصينة مثل “الفتاوي والتاريخ” والقضاء في موريتانيا”، و”الإمارات و”المجال الأميري ، اترارزة في القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر نموذجاً”، إن كنت أتذكر العناوين جيداً …
بعد تبادل التحية والسلام، أهداني الدكتور نسخةً مِن كتابه الجديد “نوازل الشاي في موريتانيا:، الذي تناول فيه – كما تشير إليه بقية عنوان الكتاب – “كيف تعامل الفقهاء الشناقطة من الوافد الجديد” وقتَها …
وفي الحقيقة، وبحكم ما أسلفتُ مِن الألفة التي حصلت لي مع أعمال المؤلف، كان غيري لِينبهر بما في الكتاب من عالَمية الألفاظ وتدفق الأسلوب وأناقة العبارات …
صدر هذا الكتاب الأنيقُ عن “دار الإسراء” الموريتانية في ما يزيد على ثلاثمائة صفحة، تضمنت مقدمة ثرية، تناول فيها المؤلف نشأة الشاي ومسار انتشاره العام في المنطقة والملامح العامة لطبيعة النقاش الفقهي حوله، وقد تخللتها نصوص شعرية جميلة معدودة في أدب الشاي عند الموريتانيين، ذلك الأدب الظريف الذي تناوله المرحوم عبد الله بن بابكر في بحثه المتأني النفيس المُعنوَن ب”الأتاي والدخان في موريتانيا، مدخل تاريخي وأدبي”