قصتنا نحن أهل كبة سيزيم مع باصات النقل العمومي../ حبيب الله أحمد
قصتنا نحن أهل كبة سيزيم مع باصات النقل العمومي قصة حب طويلة لا يتقادم عهدها
كنا ونحن فى" الكبه" سقى الله أيامها الزاهرات نسافر على متن باصات شركة النقل العمومي الراحلة على غير هدى من "وقفة سيزيم" حتى" وقفة ابريميير" ذهابا وإيابا ايام الأعياد والعطل
رحلة بلا هدف لكنها كانت رحلة عمر بالنسبة لنا
كانت الباصات تتهادى بنا ( كتهادى العيس فى الوعث النكب) لساعات طويلة على من يعرف هدف رحلته قصيرة على مثلنا حيث لا هدف للرحلة ولابوصلة للنزوات الطفولية
كانت السعادة تغمرنا طوال الرحلة فلربما حملنا "عوينا" من "امبورو صوص" و"كرته تاف" و"تجمخت المبلوله" و"كضه" و"امبراكه" ولربما اصطحبنا بعض المشروبات مع " اوكمان" تصدح لنا همسا باغان عربية أو هندية ونحن نتبادل الاستماع إليها عبر ال"إيكوتير"
كنا نتخيل انفسنا أبطال افلام هندية
لا تسألني عن ملابسنا ولا تفكر فى الاحذية ولكن انظر إلى رؤوسنا "المسروحة" بشكل جيد وقد امتص شعرها مختلف انواع "الدهائن" و"الزبيدات"
انظر إلى نظاراتنا السوداء و"شالاتنا" القماشية المزخرفة على اعناقنا وإذا كنت من اهل " الربو" أو " الحساسية" فلا تستنشق عبير" المرحوم" الذى يفوح من ملابسنا غالبا
ولا داعي لأن "تكظظ" اعينك معنا
كان زمنا جميلا حقا
ذلك الجيل الكبير ليست لديه عقدة
تملك "طائرة ترامب " التى اهدتها له " قطر" تتنقل فيها أو تركب "توك توك" أو "شاربت" لا فرق عندك بين كل ذلك
تسكن فندقا"10نجوم" أو تنام على " "زيرة" يجهر "سافيها" من تحتك لا مشكلة
تاكل "الزنان" مع جمل محشي بالارز والخضروات أو تاكل "فدغو" أو حبات من "آدلكان" غاضبة لأن نضجها لم يكتمل وقد تعبر عن غضبها فى أية لحظة وب" الصوت العالى" لا فرق
ذلك الجيل مكون تكوينا خاصا
يتساوى عنده الفقر والغنى
هو جيل قوي الشكيمة شديد الحفاظ على القيم النبيلة
كأنه الذى عناه الشاعر
(عنينا زمانا بالتصعلك والغنى
كما الدهر فى ايامه العسر واليسر
فما زادنا عزا على ذى قرابة غنانا
ولا ازرى بأخلاقنا الفقر )
بالأمس تعطلت سيارتى وارتاى "اطباؤها" فى" لكصر" أن" نشبتها" تستدعى حجزا "طبيا " حتى المساء
وأنا عائد من "لكصر" فى سيارة أجرة تذكرت ان لدي موعدا فى "مستشفي الشيخ زايد"
قصدت "جسر الصداقة" حيث رميت نفسى فى حافلة جديدة من الحافلات السريعة أو " بيس غزوانى" على حد تعبير العامة
هالتنى فخامة الحافلة وأناقتها
حافلة فسيحة بتصميم وتاثيث جيد
مقاعد انيقة مصفوفة بعناية
كل مقعدين منفصلين ضمن صفين من المقاعد تفصل بينهما مسافة للمرور يمكن لركاب استغلالها وقوفا بالاعتماد على مساند معلقة فى السقف
ستائر جميلة وتاثيث فاخر
حافلة مزودة بنظام راق للتكييف مع خدمات شاشات العرض
يكتفى الركاب بالاستمتاع بالتكييف المنعش ولا يهتمون بأية خدمات اخرى
الراكب الملاصق لى نام ووضع راسه على منكبى متخذا منه وسادة
نام نوما ثقيلا
لم استحسن إيقاظه إلا عندما وصلنا للرابع والعشرين
أثقل مافى الراكب رأسه الذى كان على منكبى
طبيعي ان يكون ثقيلا ففيه" الصايره" و" الباس العيد وكبش العيد وافكار وطموحات وأمان واحلام لا نهاية لها
الحافلات السريعة جيدة عموما مناسبة وآمنة وتتحرك تحت تحكم صارم من شركة النقل يعتمد كاميرات مراقبة وتسيير ممركزة عالية الجودة
نخشى على هذه الحافلات من فوضويتنا وبداوتنا ومن غياب الصيانة
قد ترى راكبا "ينفر" فى ستار نافذة الحافلة او" يتنخم" فيها أو " يمسح" بها
قد ترى راكبا يحفر فى المقعد لاستكشاف نوعية تجليده وتماسكه
قد ترى راكبا راسه إلى اسفل المقعد ورجلاه تلعبان فى سقف الحافلة
ولربما رأيت راكبا يحاول اقتلاع مسند أو قطعة اوستار للذهاب به نحو منزله وهكذا
نتمنى أن تعتمد الشركة نظام صيانة بالغ الصرامة يمكن هذه الحافلات الجميلة للبقاء لاطول فترة ممكنة فى الخدمة فغياب الصيانة" يقصر" عمر الحافلات الواقعي والافتراضي بسبب تسيب بعض الركاب وبداوته وانعدام روح الشعور بالمسؤولية الوطنية الشخصية عن الحرص على الممتلكات العامة