يوميات مسافر إلى غزة :
اليوم الثاني
كان يوما مفعما بالحيوية والتحدي سفن الأسطول تصل إلى ميناء سيراكوزا في أقصى نقطة على اليابسة الإيطالية ومن بين الاكتشافات المهمة في هذه الرحلة أن الكوفية تصلح لثاما يقي حرارة الشمس البحر الأبيض المتوسط اللافحة.
إنه يوم جديد تقترب فيه غزة العزة أكثر من أي وقت مضى
بقيت السفن على مسافة مائة متر من ميناء سيراكوزا الذي كان يعج بالحركة حيث احتشد الآلاف لتحية الأسطول ملوحين بالأعلام الفلسطينية وبالهتاف العالمي viva palestina
من حسنات الطوفان أن عادت هذه القضية غضة طرية في عقول وقلوب البشر حول المعمورة
من يرى بأم عينه كيف تزحف مسنة إيطالية بالكاد تقوى الحركة ملوحة بعلمها حتى كادت أن تسقط في البحر سيدرك أن العدو خسر معركة العقول والقلوب وأن الطوفان اقتلع فكرة روج لها الصهاينه لعقود وهي أن دولتهم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط سقطت عنها الآن كل أوراق التوت وباتت أكبر دولة مارقة في العالم لذلك تتفق شعوب الأرض كافة على بغضها.
من النماذج الجميلة التي ترافقنا في هذه الرحلة سيدة أسترالية في عقدها السادس تدعى جولييت ترافقها ابنة في العقد الثالث وابنتها الأخرى على متن السفينة الإسبانية ألما التي تعرضت للهجوم في تونس !!!
السيدة جولييت وهي عضو نشط في منظمة السلام الأخضر green peace دخلت السجن مرات بسبب أنشطتها المعارضة لتلويث البيئة ومنها إغلاق مصانع وشركات متعددة الجنسيات والتظاهر ضد أنشطتها المدمرة للبيئة !!!
تعتقد جولييت أن نضالاتها من أجل البيئة لاتساوي شيئا أمام رحلتها هذه لكسر الحصار عن المجوعين في غزة لأن البشر ببساطة أهم من الشجر والحجر ولأن أطفال فلسطين يستحقون الغذاء والدواء والمعاملة الكريمة وأن حرب الإبادة والتجويع التي تشنها أكثر حكومة فاشية عبر التاريخ حسب جولييت يجب أن تنتهي فقد طفح الكيل ، وإذا كانت حكومات العالم متواطئة حسب السيدة الأسترالية فإن ضمائر الشعوب حية وستقاتل من أجل العدالة حتى النهاية هي أيضا تؤمن بفكرة أن الخير سينتصر في النهاية وأن الأشرار سينهزمون ويولون الأدبار !!! تمضي الأم الأسترالية وبناتها في رحلة محفوفة بالمخاطر من أجل أناس لاتتشارك معهم دينا ولاملة ولاعرقا ولا ثقافة أناس شرفاء شارك إخوة الدين والعرق والعقيدة في حصارهم وتجويعهم وخذلانهم
لتجسد السيدة الأسترالية وبناتها المعنى الحقيقي للاستبدال الذي وعد به رب العالمين من فوق سبع سنوات
يتواصل إن شاء الله .
