الغازالموريتاني بين طموحات الشعب وحسابات المستثمرين / د.يربان الخراشي
ساهمت الاكتشافات المتتالية للنفط والغاز، التي بدأت وتيرتها تتصاعد في موريتانيا منذ الإعلان عن حقل شنقيط النفطي قبل عشرين عاما في فتح شهية شركات الطاقة الكبيرة العالمية خاصة الغربية منها، كما رفعت من طموحات وأحلام الشعب الموريتاني في تحقيق التخلص من براثن الفقر والتخلف لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد صدمة إعلان إغلاق حقل شنقيط دون تحسن الأوضاع الاقتصادية، لم يلبث الشعب الموريتاني أن تفاءل بالتطورات الإيجابية في حقل آحمييم للغاز حتى تلقى صفعة جديدة بتأخيراستغلاله تراجعت معها الآمال، وقد يكون ما ظهر حتى الآن من تأثيرات تفشي الوباء على الغاز الموريتاني ليس سوى قمة جبل الجليد، الذي يخفي وراءه ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻭﻋﻭﺍﻤل ﺠﺩﻴﺩة باتت تلقي بظلالها على مستقبل حقل الغاز المشترك وغيره، ولعل من أهمها ما يلي:
(1)
أولا-: منافسة دولية شرسة
عالم ما بعد كورونا يشهد اشتعال منافسة شرسة بين دول إنتاج الغاز المسال الكبيرة، فقد أعلنت قطر عن استثمارات بحوالي 28 مليار دولارمن أجل زيادة إنتاجها إلى 126 مليون طن في أفق 2027، كما وقعت اتفاقيات بقيمة 19 مليار دولار لشراء 100 ناقلة للغازالمسال، وهو ما يعكس نيتها في الحفاظ على موقعها كأبر مصدر ومهيمن على السوق