المقاومة على أشدها في مواجهة الكيان الصهيوني المهزوم… فما الواجب عربيا لمساندتها..؟

2025-09-13 15:30:59

 الدكتور: إشيب أباتي

تحولت الحرب العدوانية للكيان الصهيوني على  غزة، ولبنان، واليمن، إلى واجهاتها الأخرى، تلك، هي المواجهة  الإعلامية الهادفة إلى هزيمة المقاومين، والرأي العام العربي، والعالمي، وذلك للاستسلام للكيان الصهيوني- الأمريكي، وكأن طوفان الأقصى، لم تحسم نتائجها منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ولم يقبل قادة الإجرام الصهيوني بأمر الواقع، لأن طوفان الأقصى، ليست من قبيل المعارك التي دارت  بين الجيوش النظامية المتكرشة، وبين قوى العدوان الصهيوني، كما حصل في حرب ١٩٧٣م. وبالتالي انتهاج  أسلوب المراغوة، والخداع، وذلك لاستبدال النتائج من النصر الى الهزيمة، كما فعل وزير خارجة أمريكا، المجرم "كيسنجر"  بعد اقناعه للسادات لإعلان الأخير عن الاستسلام، وتوقيف الحرب التي كان العدو مهزوما فيها بشهادة قادته…!

أما اليوم، فإن القيادة المجرمة الصهيونية ، لا تريد ، أن تبلع سم الهزيمة الذي لا مفر منه مهما طال عدوانه على المدنيين، الأمر الذي سيضاعف من هزيمته المستحقة، لأن قوى المقاومة العربية ، الاسلامية، لن ترفع راية الاستسلام، مهما طال أمد الحرب التي دخلت يومها المكمل لسبعمائة يوم..

ومهما تعددت عناوين العمليات العسكرية على  مدينة غزة من جدعون 1 ، إلى جدعون 2، فهي واحدة في منطلقاتها الإجرامية، وفي النتيجة الثابتة نظرا لصمود المقاومين، وتصميمهم على النصر المؤزر، والتمكين له تخطيطا، وتنفيذا، وبالتالي فلن تكون عناوين الاعتداءات، إلا دليلا على الأرتباك، وارتجاف  فرائص جنود العدو أمام مصيرهم المأساوي على يد المقاومين، والمجتمع الغزاوي العظيم الذي كسر الأرقام  القصوى في التضحية، والصمود خلال حرب الإبادة الجماعية عسكريا، وتجويعا، وتعطيشا، وهذا ما جعل هذه الحرب البربرية المتوحشة خارج نطاق الحروب التي دمرت مجتمعات المدن في الحروب السابقة على يد  الأوروبيين خلال الحربين الاجراميتين، التي قام بهما الأوروبيون الغزاة ضد انفسهم بعد أن غرقت حرابهم في بحيرات دماء الابرياء في الوطن العربي منذ القرن الثامن عشر على يد الغزاة المجرمين ابتداء  من نابليون، وغورو، وغيرهم..! 

  وبقدرما  يشتد العدوان الصهيوني على أهلنا  في فلسطين، والجنوب اللبناني بالأغتيالات اليومية، والعدوان على اليمن العظيم، " يمن الإيمان، ويمن الحكمة" - على حد تعبير القائد العربي عبد الملك الحوثي، الذي رفع راية النصر للأمة العربية، كما هو شأن القادة السابقين في اليمن العظيم، منذ "القرنين" اليماني، مرورا  "بسيف بن ذي يزن" إلى الراحل القائد " ابراهيم الحمدي"، رحمهم الله تعالى، والذين يتذكرون صورة الأخير في غرفتي في الجامعة يومئذ، يدركون المعنى العميق لهذه المقارنة اليوم، ولعل  الزملاء بالامس لازالوا موجودين، وسيتذكر بعضهم  تلك الصورة الوحيدة المعلقة في غرفتي، حيث كان تعليقها في واحدة من غرف ذلك الحي الجامعي، تعد مجازفة، في مواجهة إدارة الحي، والقوى التي تدعي الثورية، لذلك كان  تعليقي  لصورة القاىد القومي ابراهيم الحمدي تجاوزا لكل المعايير، وإذ نقارن به قيادة عبد الملك الحوثي في هذه المواجهة التاريخية، فلأنهما قائدان عربيان تجاوز وعيهما، الحدود الضيقة، والانتماءات الطائفية، والإقليمية، كما وحدهما في جبهة المواجهة عدوهما المشترك، وهو النظم التابعة الخانعة، والمتواطئة، للأمبريالية الامريكية، وللعدوان الصهيوني الذي ركعه على ركبتيه، القائد عبد الملك الحوثي  في اليمن المقاوم ، والمصمم بالإيمان الثابت على هزيمة العدو الصهيوني، بالوقوف التاريخي مع المقاومة في فلسطين، الأمر الذي  يجسد  الانتصار العربي على الكيان الصهيوني بالصواريخ الفرط  صوتية التي دمرت  مطار اللد، وأثبتت  بدون مبالغة،  مقدرة  القوى الحية في الأمة العرب على توجيه تيار  التاريخ العربي المعاصر بقوى المقاومة، وسلاحها  الخارق للحدود الوهمية في الوطن العربي،  وتجديد الوعي العربي بمعارك "طوفان الأقصى" التي  تفردت بمنعطفها الذي سيغير وجه التاريخ ،، وواهم ما تواضع عليه الكيان الصهيوني  في الحروب  السابقة التي هزم فيها الجيوش النظامية التي كانت محكومة بالعقل السياسي الرسمي، لصد العدوان، وآثار هزيمة الأمة العربية في احتلال فلسطين، قطعة بعد أخرى، وتأجيل  تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.. !

فالواجب علينا  في مناصرة قوى المقاومة المضحية في سبيل تثبيت نتائج طوفان الأقصى، هو التأييد المطلق لقادة المقاومة، والدفاع عنها، والرفع من الوعي القومي في تبني أدوارها الرائدة في الدفاع عن الأمة، واسنادها في هذه الحرب المصيرية، والتأسيس لحروب المستقبل  واسنادها إلى  طلائع الثورة العربية، كما خططت  لها المقاومة اليوم، ولولاها ، لكانت " اسرائيل التوراتية" الخرافية، تتقدم بحروبها العدوانية نحو كل من الأردن، ومصر، وسورية، ولبنان، والعراق، وبلاد الحجاز..

وتحديد مسار الحرب الاجرامية، خلال ربطها بخرافة  الحرب الممتدة منذ ثلاثة آلاف، وخمسمائة سنة على حد تعبير المجرم الدولي " النتن إياه" الذي يهدد وجود الأمة العربية  باحتلال الكيان الصهيوني لمراكزها الحضارية، وتهجير الشعب العربي في فلسطين، من غزة، ومدن الضفة الغربية المهددة بالمستوطنات، وقطعان المستوطنين الهمج…!

 إن المقاومات العربية في كل من غزة، ولبنان، واليمن، هي الموجهة للبوصلة  في فهم المرحلة التاريخية الراهنة، وفي الرفع من مستوى الوعي الثوري في هذه الأمة التي لم تواجه من التحديات الداخلية، والخارجية، كما تواجه اليوم بعد أن توحدت الجبهات ضدها، وعبرالغزاة، واتباعهم من حكام الأنظمة عن  تحالفهم الإجرامي الفاشل بإن الواحد الأحد.. 

إن الأنظمة الرسمية  انكشفت، وظهرت  سوآتها القبيحة بسياسة التبعية الذيلية عن حق، للعدو الصهيوني،، وذلك بمده بالسلاح والتموين، وتأييده في المحافل الدولية، واختلاق قصة الوساطة بين قوى المقاومة، وبين الامبريالية الامريكية، والجرمين الصهاينة ، وما يقوم به الوسطاء المتصهينون ، هو ممارسة الضغط على المحاورين الحمساويين، ومن الأمثلة في الإجرام  محاولة اقناع المفاوض باطلاق سراح الجند الصهيوني من أصل أمريكي ، وبدون مقابل، وذلك ترغيبا، وخداعا، وتواطؤا مكشوفا،  إن دل على شيء، فهو التحالف المتصهين، واسناد جبهة العدو الأمريكي- الصهيوني.

وطوال هذه الوساطات  المشبوهة، ظهر أن الهدف منها، هو التحالف المكشوف مع العدو، وتدوير مواقف قادته المجرمين، وذلك لفرض الاستسلام، وتغيير معطيات طوفان الاقصى، وفرض نتائج تعبر عن مآسي هذه الحرب الإجرامية التي استشهد فيها أكثر من مائة، وخمسين ألفا عربيا على الأقل بإحصاء الضحايا الذين استشهدوا على الجبهات الثلاث: غزة، واليمن، وجنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت..!

  إن تعدد المظاهرات في أنحاء اقطار الوطن العربي، عمل مطلوب، وذلك للتعبير عن استكمال وحدة الساحات لقوى المقاومة، ومؤازرتها، ونطالب برفع صور القادة مع شهداء غزة ولبنان واليمن، لأن ذلك يسجل رسالة واضحة، وهي أن الوعي تجاوز حدود القطرية، وأن الاستجابة  تشكل تعبيرا عن الانتماء الثوري، والرافض لحرب الإبادة الجماعية، والتبرؤ من خيانة الأنظمة العميلة،، والولاء  كل الولاء للأمة، وقواها المقاومة في أي وقت، وأينما كانت..  عاشت الأمة العربية، والمجد للقادة الاستشهاديين، والقادة التاريخيين، والمقاومين البواسل، والحرية لفلسطين.

الدكتور إشيب أباتى

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122