قطر تفرض أحمد طعمة على الائتلاف السوري بالابتزاز المالي

2014-10-17 07:44:00

أ ف ب - ختتمت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعاتها في اسطنبول بإعادة انتخاب أحمد طعمة رئيسًا للحكومة الموقتة، رغم الاحتجاجات التي أبدتها فصائل قوية، وبعد نقاشات ساخنة استمرت أيامًا عدة.

.


واجه ترشيح طعمة معارضة شديدة من الكتلة الديمقراطية، بقيادة أحمد الجربا رئيس الائتلاف، ومن المجلس الوطني الكردي، اللذين قاطعا عملية التصويت، وانضمت إليهما فصائل أخرى عدة. ولجأت قطر، من خلال حلفائها الإخوان المسلمين، إلى الابتزاز، لفرض طعمة، مُهددة بقطع مساعداتها المالية، إذا لم يسلِّم الائتلاف بإعادة انتخابه، كما أفادت صحيفة واشنطن بوست.

شكوك حول نوايا الدوحة


وحاول الإخوان المسلمون أيضًا تشكيل "مجلس عسكري" جديد، يحل محل المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية، الذي يتولى تنسيق عمليات الجيش السوري الحر. لكنهم حاولوا هنا كذلك فرض مجلسهم من دون التشاور مع أكبر فصيلين في المعارضة السورية المسلحة في شمال سوريا، وهما حركة الحزم وجبهة ثوار سوريا، اللتان تتلقيان تسليحًا وتدريبًا من الولايات المتحدة.

وقال مصدر قريب من كتلة الجربا "إن هذا كان صدمة، لأنه حدث في وقت عصيب جدًا، والخلاف أشد منه في أي وقت مضى". ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المصدر قوله "إن خيارات قطر السياسية تثير شكوكًا في حقيقة نياتها بشأن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وبناء معارضة سورية موحدة".

ورأى مراقبون أن الدسائس السياسية، التي ألقت بظلالها على اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في إسطنبول، ربما كانت أحد الأسباب وراء التحفظات التي أبداها محللو وكالة المخابرات المركزية الأميركية إزاء تسليح المعارضة، كما أوردت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء.

لقلب الموازين
لكن المعارضة المعتدلة، ورغم الضغوط والابتزازات التي تتعرّض لها، تبقى محور استراتيجية الرئيس أوباما في "تقويض داعش وتدميره في نهاية المطاف". وإذا أُريد لهذه الاستراتيجية أن تتمتع بفرصة معقولة في النجاح، فإن على الولايات المتحدة وحلفائها أن يشيروا إلى أنهم لن يسكتوا بعد الآن على مثل هذه الضغوط. "وما لم تلعب قطر على نحو أفضل مع حلفائها، فإن اللعبة كلها ستنهار"، على تعبير صحيفة واشنطن بوست.

ويلفت المراقبون إلى أن استمرار المماحكات واستخدام أوراق ضغط، مثل ورقة التمويل، التي لوّحت بها قطر، لفرض طعمة، تؤكد لإدارة أوباما وحلفائها ضرورة التوجه نحو دعم المعارضة داخل سوريا، حيث يكون التركيز على توطيد مواقعها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبناء قواتها، وصولًا إلى تغيير موازين القوى على الأرض لغير مصلحة نظام الرئيس بشار الأسد أو داعش.

تشتيت جهود
وكان ما حدث في إسطنبول مثالًا آخر على الصراعات الداخلية في صفوف معارضة الخارج، وما تلقيه من أعباء على فصائل المعارضة في الداخل، والتي أسهمت في الحدّ من فاعليتها، سواء ضد داعش أو نظام الأسد.

كان طعمة أُقيل من رئاسة الحكومة الموقتة في أواخر تموز (يوليو) الماضي بـ 66 صوتًا، وحصل في اجتماعات إسطنبول على 63 صوتًا. وهددت الكتلة الديمقراطية بالانسحاب من الائتلاف، متهمة جماعة الإخوان المسلمين بتوتير الأجواء واتخاذ خطوات تصعيدية خلال أعمال الهيئة العامة للائتلاف.

 

إيلاف

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122