تطل علينا اليوم الذكرى الخامسة والثلاثون للإعلان التاريخي الصادر عن أول قمة انعقدت في أبو ظبي يومي 25 و26 مايو 1981م، وتم بموجبه قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس له.

.

لقد مثل هذا الإعلان استجابة فريدة للفكرة الوحدوية التي ظل الراحل الشيخ زايد ينادي بها، وتجسيدا حيا لرؤاه الوحدوية النبيلة، وكما يقول سموه: "جاء تجاوب إخواننا بتوجيهاتنا الاتحادية بمثابة دور نور على نور لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا... والله يعلم ما بذلته من جهد؛ لأجل قيام مجلس التعاون مع إخواني السعوديين والقطريين والكويتيين والبحرينيين والعمانيين، وقد أطلعتهم على الأشياء التي وجدناها في الاتحاد والتي أردنا أن ينتفع بها، وينتفع بها إخواننا وجيراننا سواء في السعودية أو البحرين أو الكويت أو قطر أو عمان... والحمد لله وفقنا الله وقام المجلس واستمر، وهذا الاستمرار والبحث عما هو أفضل ليس مستنكرا، إذ أنه واجب على الإنسان أن يبحث عما هو أفضل".

فهنيئا لقادة دول المجلس عموما ولقيادة دولة الإمارات خصوصا، وهنيئا لأمتنا العربية والإسلامية بهذه المناسبة السعيدة.

وتثمينا للأدوار البارزة التي لعبها المغفور له الشيخ زايد في تحقيق قيام المجلس وغيره من الإنجازات العظيمة؛ فإن لسان الحال ينشد:

الشيخ زائد هذا اليومَ نذكره     حقٌّ علينا ـ كما يرضى ـ تذكره

الشيخ زائد رمز قائد وأب      قد طاب مشهده فينا ومَخْبَره

أيامه الغر تثني بالذي علمت     في حقه وتحييه وتشكره

قد وحد الأهل والجيران فالتأمت     به الإمارات إنجاز سنذكره

وأنشأ المجلس الميمون مبتدرا      مسعى حميدا به قد جل محضره

في كل قطر له ذكر ومأثرة        عظمى لما ظل يوليه ويؤثره

جزاه خيرا بما قد كان خلده         من الصنائع والآلا مصوره

وفي الخلائف والأحباب يخلفه      وبالذي سر في الدارين يَبْشُرُهُ

ثم الصلاة على الهادي وعترته     ومن يواليه في المولى وينصره

 

الأستاذ الباحث: أحمد فال بن أحمد الخديم

رئيس الرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان والتنمية