إنصافا للمقاومة.../ د.ناجى محمد الإمام

2015-11-29 00:42:00

صباح الخير...
بلى...

.


قاومت المجموعات الموريتانية الاستعمار الفرنسي عسكريا و ثقافيا بالسيف تارة و بالقلم أخرى .
واتسمت المقاومة الأولى بغياب القيادة الموحدة و انعدام العمق و التخطيط الاستراتيجيين. بحكم غياب أي مفهوم للدولة و التنظيم وتلك طبيعة الأشياء.

بينما اكتست المقاومة الثانيةطابع الاستمراركمقاومة سلبية (بالمفهوم الغاندي) و تجلت في رفض الثقافة الاستعمارية بكل مظاهرها و جواهرها ؛وكان لذلك الرفض أثران:
*سالب: وهو حرمان البلاد و سكانها من اكتساب المعارف الحديثة و اكتشاف ثم ارتياد معارج النهضة التي غيرت مسار و مصير البشرية الى الأبد.
*موجب : وهو الحفاظ على المنظومة الدينية و الثقافية للمجموعة نقية صلبة متماسكة في هوية متميزة .
و رغم فتور المقاومة المسلحة للأسباب الموضوعية المعروفة فقد اكتست المقاومة الثقافية طابع الاستمرار إلى يوم 28نوفمبر1960 و مابعده. . .
أما بعد فإن المقاومة حق، وقد قامت حقا ،وليس من الإنصاف مطالبتها في ظرفها ،بمقتضيات ظرف مختلف كليا زمانا و مكانا.فقد اعتراها ما اعترانا و ما يزال من غياب المقاييس و المعايير وفي مقدمة ذلك التشتت الوبائي الذي يطال كل المسلمات و ما مقولة الشريف إدريس العلوي في أعقاب موقعة النيملان المجيدة ببعيدة.
المجد و الخلود والرحمة للمجاهدين المقاومين المعروفين والمجهولين عندنا و يعلمهم الله فقد جادوا بأغلى ما يملكون !!
لقد حان الوقت للقيام بعمل توثيقي علمي رصين لتحديد أسمائهم و مصارعهم بعيدا...بعيدا..عن الأسرية و القبلية و الجهوية و المذهبية حتى يكون تكريمهم باسم الدولةوالأمة و الملة عن جدارة واستحقاق .

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122