جمال ولد الحسن يتحدث عن بعض ذكرياته مع الشيخ عدود

2020-05-04 09:36:00

حدث الأستاذ الدكتور : جمال ولد الحسن مرة فقال: صادفت لمرابط محمد سالم عشيةً في العاصمة ذاهبا إلى حاضرة أمِّ القرى فأبى إلاَّ أن يوصلني إلى وجهتي في حيِّ توجنين . اغتنمتُ فرصة مروره فدعوته للنزول ليدعوَ لي في منزل قد انتهيت للتو من تشييده هناك

.

.ٱستجاب الشيخ لطلبي فدخل المنزل و هو يقول بالحسانية و بأريحيته المعهودة :" لاه اتنعت لِ عنَّك عدلتْ دارْ و آن نشوَّفْ لك اتعدَّلْ ...." و كان المرحوم جمال آنذاك لا يزال أعزب.

وحدثني كذلك قائلا: كنا مرة في مكة المكرمة ننتظر صلاة الصبح في رحاب الحرم المكي و ربما تجاذبنا من الحديث ما عرض و في ذلك السياق فاجأني بالحكاية التالية: كان" طهمان" و هو الراعي المتميز الملتزم ذا عناية كبيرة بأبقاره حريصا على سقيها كاملة فلا يعود من البئر إلاَّ وهنا من الليل بعد أن تكتمل مهمته أو تطمئنَّ نفسه .و كانت زوجته " أم أَردان" ما تفتأ ترتب له أموره الخاصة في البيت و قد تسهر الليليَ ذات العدد لتعد له من مأكل و نحوه ما يجلب له الراحة بعد عودته من مهمة عسيرة قد تطول أو تقصر تبعا لظروف خارجة عن إرادته و إرادتها.و قد كانت تتمتع من الصفات الخَلقية و الخُلُقية ما يساعدها في تأدية مهمتها بإرضاء الزوج المتعب.

و في إحدى الليلي عاد طهمان مبكِّرا على غير عادته فصادف في البيت طارقا مشبوها لم يشقَّ عن قلبه للكشف عن نيته بل عاجله بضربة محكمة بأَتاشهِ المدهون فأصاب منه الركبةَ و هي موضع حسَّاس ألزمه الفراش ردحا من الزمن و نمَّ عن هويته.

و لسوء حظ الضحية أن كان أديبا مرهف الحس فجادت قريحته بكَاف سرعان ما تناقله عوَّاده من المواسين .قال جمال: و روى النص فحفظته عنه دون أن أعلِّق طبعا.
أما أنا فأحفظ الكَاف و لكنني أتحفظ عليه إذ فيه أكثر ممَّا كان سيعتبره عميد الأدب الشعبي الفقيد تصريحا لا تلويحا.و لا أخال جمال إلا و قد حفظ كذلك الدرس التعليمي و التوجيهي الذي أراد الشيخ بدون شك توصيله من خلال تلك الحكاية في ذلك الزمان و المكان.

و في سياق آخر بينما كان جمال رحمه الله يمتعني بمثل هذه الحكايات المزاوجة بين المتعة و الطرافة في إحدى ليالي ضيافتي عليه في شتاء 1993 في الرباط و قد بالغ في إكرامي إذ أصابتني غفوة فبادرني بالقول:
يالحاكمْ لا تِنعسْ == كُوم الفوْكْ ٱتعشَّ
لعلَّ يخلكْ حسْ == ولَّ تخلك رهشَ
فقلت:
ٱحسانَكْ لِ مِنْشِ == من طبعَكْ فالمَنشَ
خرَّصْ هاذَ من شِ == أُ خرَّصْ هاذَ من شَ

رحم الله السلف و بارك في الخلف.

من صفحة الأستاذ: بدنَ 

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122